البـــــطــــالـــــة اسبابها ونتائجها وحلولها

المقدمة:
      أصبحت مشكلة البطالة والفقر من أهم المشكلات الاقتصادية ذات التأثيرات الاجتماعية والسياسية المتنوعة التي تواجهها المجتمعات الحديثة, وتُعد البطالة ظاهرة ليست مقتصرة على بلدٍ دون آخر لكنها تتفاوت من حيث الحجم والمفهوم تبعاً لتفاوت المجتمعات من حيث المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية.

      ونظراً للنتائج والانعكاسات السلبية التي تتركها هذه الظاهرة, بدا الاهتمام بدراستها للوقوف على بيان مدى حجمها ومسبباتها.
أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى:
أولاً: تعريف البطالة  و أنواعها
ثانياً: أسباب تفشي البطالة في الوطن العربي
ثالثاً: تراجع معدلات التشغيل في الوطن العربي و الآثار المترتبة عليها
رابعاً: جهود و مقترحات لحل مشكلة البطالة
خامساً: خاتمـة 
 تعريف البطالة  و أنواعها
          تعد البطالة من أخطر و أكبر المشاكل التي تهدد استقرار الأمم و الدول، و تختلف حدتها من دولة لأخرى و من مجتمع لآخر، فالبطالة تشكل السبب الرئيسي لمعظم الأمراض الاجتماعية و تمثل تهديدا واضحا على الاستقرار السياسي.
تعريف البطالة  :
إن أي شخص يتعرض لهذا المصطلح يقر بإمكانية تعريف البطالة على أنها " عدم امتهان أي مهنة". و في حقيقة الأمر أن هذا التعريف غير واضح و غير كامل، إذ لا بد من إعطاء هذه الظاهرة حجمها الاقتصادي بعيدا عن التأويلات الشخصية .
 في التعريف الشاسع للبطالة الذي أوصت به منظمة العمل الدولية، والذي ينص على أن " العاطل عن العمــل هو ذلك الفرد الذي يكون فوق سن معينة بلا عمل و هو قادر  على العمل و راغب فيه و يبحث عنه عند مستوى أجر سائد لكنه لا يجده ".
أنواع البطالة :

يمكن تقسيم البطالة من وجهتي النظر الاجتماعية والاقتصادية إلى:
البطالة الجماعية:
والتي كانت تظهر من حين لآخر في الدول الصناعية خلال القرن الأخير وكان أحدث بطالة جماعية تلك التي وقعت في ثلاثينات هذا القرن وشملت العالم كله. وفي الواقع أن الانخفاض في الطلب الإجمالي على الإنتاج هو السبب المباشر للبطالة الجماعية وثمة حالة خاصة للبطالة الجماعية يمكن حدوثها في الدول التي تتوقف رفاهيتها إلى حد كبير على التجارة الأجنبية وفقدان أسواق التصدير قد يكون من الشدة بحيث يتأثر الاقتصاد كله.
البطالة الاحتكاكية أو الانتقالية:
وهذا النوع من البطالة يحدث عادة نتيجة للتحسينات التكنولوجية في وسائل الإنتاج أو التغيرات في الطلب على الطراز الحديث وهذا يدعو أحياناً إلى تغيير وظيفة العامل أو إعادة تدريبه. ولكن طالما كان الطلب الإجمالي لم يتأثر فإنه من المحتمل ظهور فرص عمل جديدة في الزمن القصير.
البطالة الموسمية:
وهي التي تلازم بعض فروع النشاط الاقتصادي لا في الزراعة وحدها بل في بعض الصناعات الموسمية. ونجد أن الأشخاص الذين يشتغلون في هذه الأعمال يدركون مسبقاً أن عملهم لن يجاوز
الموسم.
أسباب تفشي البطالة في الوطن العربي:
تعتبر البطالة من اشد المخاطر التي تهدد استقرار و تماسك المجتمعات العربية، و ليس بخاف أن أسبابها تختلف من مجتمع عربي لآخر، و حتى أنها تتباين داخل نفس المجتمع من منطقة لأخرى. و يمكن في هذا الصدد أن نوزعها لأسباب اقتصادية، اجتماعية و أخرى سياسية. كل سبب من هاته الأسباب له أثره على المجتمع من حيث إسهامه في تفاقم مشكلــة البطالة. بناء عليه على ما تقدم أمكن حصر أهم الأسباب التي تقف وراء تنامي الظاهرة في البلدان العربيــة في النقاط التالية:
-       إخفاق خطط التنمية الاقتصادية في البلدان العربية ؛
-       نمو قوة العمل العربية سنويا؛
-       انخفاض الطلب على العمالة العربية عربيا و دوليا ؛
-       انعكاسات السلبية للمتغيرات الدولية على العمالة العربية.
تراجع معدلات التشغيل في الوطن العربي و الآثار المترتبة عليها
تمثل البطالة إحدى التحديات الكبرى التي تواجهها البلدان العربية لآثارها الاجتماعية و الاقتصادية الخطيـــرة، حيث طرحت منذ سنوات التحذيرات بشأن ما ستفرزه البطالة في واقع الدول العربية، و دق ناقوس الخطر من جـراء عواقبها السلبية على المن القومي العربي، و مع ذلك فإن معدلات البطالـة في البلـدان العربيـة تتزايد يوما بعد يوم.
سيتم في الموضع بداية تناول معدلات التشغيل في البلدان العربيـة و ذلك بهدف إعطاء صورة واضحة للقارئ عن هذه الاقتصاديات، ثم تقديم تحليل للآثار التي تفرزها مشكلة البطالة بها.
-       تراجع معدلات التشغيل في الدول العربية
تعد البطالة من الظواهر السلبية التي تهدد السلم و الاستقرار الاجتماعي، باعتبار أن دخل الفرد من عمله يمثل صمــام الأمان و الاستقرار له و لمجتمعه، في حين أن البطالة و الحرمان من الدخل يولدان الاستبعاد و التهميش الاجتماعي علاوة على سائر العلل الاجتماعية الأخرى .
-       الآثار المترتبة عن البطالة في الوطن العربي
 تشير المعطيات المتوافرة عن مشكلة البطالة في الوطن العربي إلى أن هذه المشكلة آخذة في التنامي سنة بعد أخرى، و أن جميع المعالجات التي رصدت لحل هذه المشكـلة من قبل الدول العربيـة باءت بالفشل الذر يع و ذلك لعدة أسباب مختلفة.
الآثار المترتبة على البطالة بشكل عام  :
1-    انقطاع الدخل .
2-    عدم كفاية الدخول بسبب عدم  توفر فرص عمل .
3-    عدم الشعور بالاستقلال الذاتي .
4-    انقطاع أفراد الأسرة عن التعليم .
5-    انحراف احد أفراد الأسرة .
6-    تدهور الحالة الصحية .
7-    عدم توفر المسكن الملائم
جهود و مقترحات لحل مشكلة البطالة
"ينبغي على الدولة أن تكثف الجهود للقضاء على غول البطالة ، فتستعين بأهل الخبرة والاختصاص لمعالجة هذه المشكلة والتحول من الركود إلى الانتعاش ، وأن الترياق لهذه المشكلة ينحصر في عدة أمور أهمها:-
1-  
الاهتمام بتوجيه أموال الصدقات والهبات في توفير فرص عمل واكتساب المهارات اللازمة لسوق العمل .
2-  
التوسع في سياسات التدريب وإعادة التدريب للمتعطلين لمساعدتهم في تنمية مهاراتهم وقدراتهم .
3-  
تشجيع التقاعد المبكر حتى يتمكن توفير فرص عمل جديدة بدلاً من هؤلاء الذين أحيلوا إلى المعاش .
 4-  
تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومشروعات القطاع غير الرسمي وإزالة كل ما يعترضها من عقبات
5-  
التركيز على المشروعات والفنون الإنتاجية ذات الكثافة العمالية نسبياً
6-  
اهتمام الحكومات بإقامة خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير فرص العمل الحقيقية أمام كل قادر وراغب       فيه
7-  
ترشيد عملية استخدام العمالة الأجنبية وذلك من خلال حصرها في مهن محددة .
8-  
العمل على تطبيق نظام الحد الأدنى للأجور وذلك لدفع مؤسسات القطاع الخاص لتوظيف القوى العاملة الوطنية .
 10- إعادة النظر في مكونات سياسات التعليم والتدريب بحيث يلبي سوق العمل
11-
الاستفادة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة وذلك بخلق فرص عمل منتجة
الخاتمة :
إن مشكلة البطالة كما أوضحنا سابقاً هي في حد ذاتها تعتبر واحدة من أخطر المشكلات التي تواجه مجتمعاتنا العربية ومجتمعنا المغربي على وجه الخصوص وهي أيضاً واحدة من التحديات التي يجب على الوطن الانتباه لها خلال هذه الفترة. لذا يجب علينا أن نسرع في العمل على إيجاد الحلول لاصلاح هذه المشكله

-----------------------------------------------------------------
مودونة: مكادة 40























البـــــطــــالـــــة اسبابها ونتائجها وحلولها البـــــطــــالـــــة اسبابها ونتائجها وحلولها Reviewed by Nourddin erron on 2:47:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.