العنف الاسري دوافعه واسبابه,ونتائجه وطرق علاجه
مقدمة :
إن العنف الأسري هو أشهر أنواع العنف البشري
انتشاراً في زمننا هذا، ورغم أننا لم نحصل بعد على دراسة دقيقة تبين لنا نسبة هذا
العنف الأسري في مجتمعنا إلا أن آثاراً له بدأت تظهر بشكل ملموس على السطح مما
ينبأ أن نسبته في ارتفاع وتحتاج من كافة أطراف المجتمع التحرك بصفة سريعة وجدية
لوقف هذا النمو وإصلاح ما يمكن إصلاحه.
قبل الخوض أكثر في مجال العنف الأسري علينا أولاً
أن نعرّف الأسرة ونبين بعض الأمور المهمة في الحياة الأسرية والعلاقات الأسرية
والتي ما أن تتحقق أو بعضها حتى نكون قد وضعنا حجراً أساسياً في بناء سد قوي أمام
ظاهرة العنف الأسري.
تعريف الأسرة:
الأسرة: هي المؤسسة الاجتماعية التي تنشأ من اقتران رجل
وامرأة بعقد يرمي إلى إنشاء اللبنة التي تساهم في بناء المجتمع، وأهم أركانها،
الزوج، والزوجة، والأولاد.
وتمثل الأسرة للإنسان «المأوى الدافئ، والملجأ الآمن، والمدرسة الأولى، ومركز الحب والسكينة وساحة الهدوء والطمأنينة
وتمثل الأسرة للإنسان «المأوى الدافئ، والملجأ الآمن، والمدرسة الأولى، ومركز الحب والسكينة وساحة الهدوء والطمأنينة
المقصود بالعنف الأسري:
أولاً: العنف هو: استخدام القوة المادية أو المعنوية لإلحاق الأذى بآخر استخداماً
غير مشروعٍ.
ثانياً: أن العنف الأسري يشمل عنف الزوج تجاه زوجته، وعنف الزوجة تجاه
زوجها، وعنف الوالدين تجاه الأولاد وبالعكس، كما أنه يشمل العنف الجسدي والجنسي
واللفظي وبالتهديد، والعنف الاجتماعي والفكري.
أنــــواع العنــــف :
للعنف أنواع كثيرة وعديدة، منه المادي المحسوس
والملموس النتائج، الواضح على الضحية، ومنه المعنوي الذي لا نجد آثاره في
بادئ الأمر على هيئة الضحية، لأنه لا يترك
أثراً واضحاً على الجسد وإنما آثاره تكون في النفس.
وفيما يلي استعراض
لأنواع العنف مع ذكر أمثلة عليها:
·
العنف المادي
1- الإيذاء الجسدي
وهو كل ما قد يؤذي الجسد ويضره نتيجة تعرضه
للعنف، مهما كانت درجة الضرر.
2- القتل
وهو من أبشع أنواع العنف، وأشدها قسوة، ولعل
معظمها يكون دفاعاً عن الشرف، ويكاد هذا النوع من العنف أن يكون منعدماً في مجتمع
دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لطبيعته المحافظة.
3- الاعتداءات الجنسية
إذا عد القتل من أبشع أنواع العنف، فأعتقد أنه لا
يوجد أبشع ولا أفظع من الاغتصاب، فبالقتل تنتهي حياة
الضحية بعد أن يتجرع الآلام والمعاناة لفترة محدودة، أما في الاغتصاب فتتجرع
الضحية الآلام النفسية، وتلازمها الاضطرابات
الانفعالية ما قدر لها أن تعيش
·
العنف المعنوي والحسي
1- الإيذاء اللفظي:
وهو عبارة عن كل ما يؤذي مشاعر الضحية من شتم وسب أو
أي كلام يحمل التجريح، أو وصف الضحية بصفات مزرية مما يشعرها بالامتهان أو الانتقاص
من قدرها.
2- الحبس المنزلي أو انتقاص الحرية:
وهو أمر مرفوض كلية لأن فيه نوع من أنواع
الاستعباد، وسيدنا عمر بن الخطاب يقول ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم
أحراراً).
والحبس المنزلي قد يشيع لدى بعض
الأسر وذلك اتقاء لشر الضحية لأنه قد بدر منه سلوك مشين في نظر من يمارس العنف. وربما
هذا النوع من العنف المعنوي يمارس ضد النساء والفتيات، حتى وإن لم تكن هناك أسباب
داعية لممارسته
3- الطرد من المنزل:
إن كان النوع السابق
يمارس ضد الإناث فهذا النوع من العنف يمارس ضد الذكور وذلك
لاعتبارات اجتماعية تميز المجتمعات العربية عن غيرها، وهذا النوع من العنف يعد الطلقة الأخيرة التي
يستخدمها الأبوان
عند عدم التمكن من تهذيب سلوك الابن الضحية.
أسباب ودوافع العنف الأسري:
هناك أسباب كثيرة تدفع الإنسان نحو استخدام العنف، تتحد
فيها ضروب العنف -سياسي أم اجتماعي أم أسري- غالباً، وقد تنفرد بعض أنواع العنف في
بعض الأسباب، إلاّ أن الدوافع تتحد في الأعم الأغلب وإن يكن هناك اختلاف بين ضروب
العنف، وأنواعه، فإن هذا الاختلاف لا يكون في الدوافع، وإنما في الأهداف التي يرمى
إليها من وراء استخدام العنف، كما سيأتي توضيحه.
وتقسم الأسباب للعنف الأسري إلى ثلاثة أقسام هي:
أولاً:أسباب ذاتية ترجع إلى شخصية القائم بالعنف كأن يكون لديــه خلل في الشخصـــية بمعاناته من اضطرابات نفسية أو تعاطي المسكرات والمخدرات،أو يكون لديه مرض عقلي.
ثانياً:أسباب الاجتماعية الظروف الأسرية التي يقوم بها القائم بالعنف التي ربما تتمثل في الظروف الاجتماعية الاقتصادية مثل الفقر أو الدخل الضعيف الذي لا يكفي المتطلبات الأسرية أو حالة المسكن أو المنطقة التي يعيش فيها أو نمط الحياة الأسرية بشكل عام كثرة لمشاحنات نتيجة للضغوط المحيطة أو عدم التوافق الزواجي.
ثالثاً:أسباب مجتمعية كالعنف المنتشر ومن خلال ما ينقل من أحداث للعنف عبر الفضائيات والانترنت فالتغييرات التي تحدث في المجتمع الكبير تنتقل وبشكل غير مباشر إلى المجتمعات الصغيرة.
أولاً:أسباب ذاتية ترجع إلى شخصية القائم بالعنف كأن يكون لديــه خلل في الشخصـــية بمعاناته من اضطرابات نفسية أو تعاطي المسكرات والمخدرات،أو يكون لديه مرض عقلي.
ثانياً:أسباب الاجتماعية الظروف الأسرية التي يقوم بها القائم بالعنف التي ربما تتمثل في الظروف الاجتماعية الاقتصادية مثل الفقر أو الدخل الضعيف الذي لا يكفي المتطلبات الأسرية أو حالة المسكن أو المنطقة التي يعيش فيها أو نمط الحياة الأسرية بشكل عام كثرة لمشاحنات نتيجة للضغوط المحيطة أو عدم التوافق الزواجي.
ثالثاً:أسباب مجتمعية كالعنف المنتشر ومن خلال ما ينقل من أحداث للعنف عبر الفضائيات والانترنت فالتغييرات التي تحدث في المجتمع الكبير تنتقل وبشكل غير مباشر إلى المجتمعات الصغيرة.
نتائج العنف الأسري:
إن
الأضرار المترتبة على العنف لا تنال من مورس العنف عليهم حسب وإنما تمتد آثارها
إلى أبعد من ذلك بكثير ولذلك ندرج الآثار المختلفة للعنف الأسري كالتالي:
1- أثر العنف في من مورس بحقه:
هناك
آثار كثيرة على من مورس العنف الأسري في حقه منها:
آ- تسبب
العنف في نشوء العقد النفسية التي قد تتطور وتتفاقم إلى حالات مرضية.
ب- زيادة
احتمال انتهاج هذا الشخص -الذي عانى من العنف- النهج ذاته الذي مورس في حقه.
2- أثر العنف على الأسرة:
إن أثر
العنف لو توقف في حدود الفرد الذي عانى من العنف لكان الخطب أهون، ولكن الأمر
يتعدى ذلك في التأثير على الأسرة ذاتها، سواء الأسرة الكبيرة التي قد يحاول الشخص
الذي يعنف انتقامه منها، أو التي سيكوِّنها مستقبلاً.
3- أثر العنف الأسري على المجتمع:
نظراً
لكون الأسرة نواة المجتمع فإن أي تهديد سيوجه نحوها -من خلال العنف الأسري- سيقود
بالنهاية، إلى تهديد كيان المجتمع بأسره. هذه بعض آثار العنف ذكرتها باقتضاب.
ومما أود
الإشارة إليه هو أن البعض يعتبر العنف مما دعا إليه الدين الإسلامي مبرراً العنف
الذي يستخدمه حيال عائلته، ولكن كون الإسلام دعا إلى العنف لا نصيب لهذا القول من
الصحة، فالدين الإسلامي هو الدين الذي ينبذ العنف بكافة أنواعه، وعلى جميع
الأصعدة، وخصوصاً على صعيد الأسرة هذه المؤسسة التي حرص الدين الإسلامي أشد الحرص
على حمايتها من الانهيار وذلك منذ كونها مشروعاً قيد الدرس، إلى حين صيرورتها
كياناً قائماً.
إن ما
دعا إليه الدين الإسلامي من التنبيه لا يعد في واقعه عنفاً، وإنما هو أسلوب علاجي
يرمى من وراءه الحفاظ على كيان الأسرة، وحمايتها من الانهيار.
سبل الوقاية من العنف الأسري
* أولاً: الالتزام الديني:
رأت غالبية العينة أن أهم الحلول تكمن في
الالتزام بتعاليم الإسلام والأخذ بتعاليمه
السمحة وتطبيقها في الحياة الأسرية، سواء كان ذلك على صعيد اختيار الزوجين،
أو تسمية الأبناء، أو تربيتهم والتعامل معهم، أو احترام الأبوين، وجعل الإسلام
هو دين للحياة وليس للعبادات فقط، مع ضرورة وتوضيح مقصد الشرع من الآيات والأحاديث
التي ورد فيها ذكر الضرب حتى لا تستغل باسم الإسلام.
* ثانيا:ً الأسرة:
لكون الأسرة هي النواة الأولى في التنشئة وإكساب
أفرادها السلوك القويم، فقد وقع على كاهلها العبء الكبير، حيث
إنها مطالبة بعدة مسئوليات، وفي عدة مجالات
لحماية أفراد الأسرة من العنف، ومن تلك لا مسئوليات:
• إتباع الأساليب
الواعية في التحاور بين أفراد الأسرة.
• المساواة في التعامل مع الأبناء.
• إشباع احتياجات الأبناء النفسية والاجتماعية
والسلوكية، وكذلك المادية.
• المشاركة الحسية والمعنوية مع الأبناء، ومصادقتهم
لبث الثقة في نفوسهم.
• التقليل من مشاهدة مناظر العنف على أجهزة التلفزة.
• عدم الاعتماد
على المربيات في إدارة شئون الأسرة.
• غرس القيم والمبادئ والأخلاق في نفوس الأبناء منذ
الصغر.
• متابعة الأبناء وتوجيه سلوكهم.
• تنمية المهارات الإبداعية
والمواهب الدفينة لدى الأبناء.
• تنمية العواطف الكامنة من حب الوطن
والمجتمع والانتماء إليهما.
• حسن العشرة بين الأبوين، والحد من ظاهرة
الطلاق.
* ثالثاً: الإعلام:
للإعلام
دور مهم في توجيه السلوكيات وتقويمها، وقد رأت العينة التي تم استطلاع
رأيها أن دور الإعلام يتبلور في الآتي:
• تخصيص قنوات إعلامية تساعد
الأسرة في تخطي العنف الأسري.
• الاستفادة من الفواصل الإعلانية لبث رسائل توعويّة.
• نشر الثقافة الأسرية حول احترام الجنس الآخر، مع
تعريف الرجل بحقوق المرأة.
• تدريب الأسرة على كيفية مواجهة المشكلات، مع
توعية الأمهات بضرورة مراعاة المراحل العمرية للطفل من
خلال البرامج الموجهة.
• الكشف عن الأسباب التي تؤدي للعنف مع الوقاية منه.
• تسليط الضوء على العنف الأسري
من خلال الاستشهاد بالأدلة عليه، وتوعية الأسر بنتائجه النفسية والاجتماعية وآثارها
السلبية على المجتمع والفرد.
* رابعاً: المدرسة:
لم
يعد دور المدرسة قاصرا على التعليم خاصة ونحن في حقبة زمنية تمكن
الإنسان فيها من معالجة المعلومات بهدف
التعلم من خلال وسائل الاتصال المختلفة، لذا لابدّ أن يكون للمدرسة دور بارز في
التوعية المجتمعية وتوجيه السلوك لدى الأفراد من خلال ما تعده من برامج وتتبناه من
مشاريع، وبين استطلاع الرأي أن العينة ترى دور المدرسة في الوقاية من العنف الأسري
يتبلور في ما يلي:
• الاهتمام بتوعية الآباء والأمهات من خلال طرح القضايا
المجتمعية وإيجاد الحلول الناجعة.
• محاربة السلوكيات الدخيلة على المجتمع.
• إبراز أهمية العمل التطوعي.
• المساهمة بتقديم التبرعات.
• المساهمة بالأفكار والآراء للحد من البطالة.
• تقديم المقترحات
المقننة للحد من ظاهرة العمالة الوافدة.
* خامساً: المؤسسات الحكومية
أما
المؤسسات الحكومية غير سالفة الذكر فتقع عليها بعضاً من المسئوليات كل حسب اختصاصه،
وقد تمثلت الأدوار المناطة بهم في الآتي:
• تخصيص مواقع على الإنترنت لتقديم الاستشارات
الأسرية.
• تقديم الخدمات القانونية.
• سن القوانين لحماية الأسرة وأفرادها من العنف
الأسري، ومتابعة تنفيذها.
• الحد من البطالة ومالها من آثار سلبية.
• الحد من ظاهرة العمالة
الوافدة، خاصة تلك التي لا ترتبط بثقافتنا العربية والإسلامية.
• تسخير وسائل الاتصال لتوعية الأسر وتبصيرها
بالعنف الأسري من خلال الرسائل القصيرة.
• إلزام المقبلين على الزواج بضرورة خضوعهم لدورات
تدريبية حول تربية الأبناء، والعلاقات الزوجية والأسرية.
• تأهيل المتزوجين
وإكسابهم مهارات اتخاذ القرار
وحل المشكلات.
وختاماً لاشك أن العنف هو ضد الرفق فالواجب
علينا جميعاً الرفق في تعاملنا وفي تصرفاتنا كلها مع من ولانا الله عليهم فوسائل
العنف أياً كانت لاشك أنها مرفوضة وتتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة التي تحثنا
على الرفق.
مدونة مكادة 40 -- makada 40
بحث كامل حول العنف الأسري (اسبابه,ونتائجه وسبل الوقاية منه)
Reviewed by Nourddin erron
on
2:01:00 م
Rating: