بحث حول المحافظة على المرافق العامة

مقدمة

إن المرافق العامة ملك لجميع أفراد المجتمع ومنها المساجد والمستشفيات والمدارس والطرق والحدائق وغيرها من المنشآت العامة التي ينتفع بها أفراد المجتمع، والبعض يتساهل في المحافظة على هذه المرافق بل يتعدى عليها.
علماً أنها ملك لي ولك وللأجيال القادمة وقد كلفت الكثير من الجهد والمال من قبل الدولة، وحتى تحقق هذه المرافق أهدافها ومصالحها يجب المحافظة عليها من قبل الجميع.
فكلما حافظنا على الطريق ستبقى صالحة للاستعمال فترة طويلة. وكذلك الحدائق فهي مظهر جمالي يستفيد الجميع منها إذا حرص عليها الجميع بقيت زاهية وجميلة، وكذلك المدرسة يجب على الطلاب أن يحرصوا على أن تكون نظيفة وجميلة حتى تبقى لتؤدي رسالتها التربوية وكذلك الشوارع والمكتبات والمستشفيات والمساجد والمؤسسات وغير ذلك من المرافق العامة فهي أمانة في أعناقنا ويجب المحافظة عليها لتواصل تأدية رسالتها. 
معنى المرفق العمومي  :
المرفق العمومي مشروع يهدف إلى خدمة المصلحة العامة. ويبقى أثناء نشاطه خاضعا للدولة أو من ينوب عنها.
وتشير غالبية الإحصائيات المحلية التي أجراها تربويون إلى أن 92% من حالات التخريب تستهدف الجدران و45% منها في تحطيم لوحات المرور وتشويهها و32% إتلاف مرافق الحافلات و12% قطع الأشجار كما توضح أن المشكلة تكمن في تمادي البعض من مرتادي الأماكن العامة في الإقدام على ممارسة هذه السلوكيات الخاطئة ممن لا يعون خطورة الأضرار التي يلحقونها بمرافق دولتهم من تشويه لمنظرها الحضاري وإهدار للثروات البيئية مما يثير الكثير من التساؤلات فهل للأسرة والمدرسة دور في ذلك؟ وما هي الإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة المشكل؟
 حالات الإضرار بالمرفق العمومي، والإجراءات اللازمة لمواجهتها:   
تتعدد حالات إضرار المواطنين بالمرافق العمومية، رغم أنها خدمة يستفيد الكل منها، لهذا علينا مواجهة من يلحق الضرر بهذه المرافق باستخدام بعض  الأساليب، حسب حالات إلحاق الضرر.
ومن  حالات الإضرار بالمرافق العمومية:
*التعدي عليها بتكسيرها وإتلاف محتوياتها.
*الكتابة على الجدران والأبواب حيث أصبحت جدران المرافق دفاتر للعابثين.
*رمي النفايات وعدم الاهتمام بنظافتها بعد الاستفادة منها.
*النظر إليها من قبل الكثير وكأنها لا تعنيه ولا يستفيد منه.
*الإساءة إلى مرتادي هذه المرافق.
الاجراءت المتخذة للمحافظة المرافق العمومية
لذا يجب أن يكون هناك نشر للتوعية بأهمية هذه المرافق العامة من قبل الجميع ووسائل الإعلام والوزارات المنفذة والمشرفة على هذه المرافق وأفراد المجتمع.والذي نحن منهم.
إن المجتمع الذي تصان فيه المرافق العامة مجتمع قوي والمجتمع الذي يستهين بذلك مجتمع ضعيف لأن القوة الحقيقية في الإيمان الذي يغرس الأمانة والإخلاص في الفرد والمجتمع.
وديننا الإسلامي حثنا على المحافظة على ذلك.
إن تعاون مؤسسات المجتمع كافة عن طريق إطلاق حملات داخل المحافظات والمدن وإشعار المواطنين بخطر هذه الظاهرة واستنهاض الهمم للمساهمة في القضاء عليها تدريجياً أراه علاجاً ناجحاً بشرط أن تعمل جميع الجهات بروح الفريق الواحد في سبيل القضاء على هذه الظاهرة.
إن الشباب والمراهقين الذين تمتد أيديهم للكتابة على الجدران أو لتخريب أعمدة الإنارة أو الخدمات الموجودة بهذه المرافق لم يأتوا من كوكب آخر فهم أبناؤنا وتربوا وتعلموا في منازلنا ومدارسنا فلا بد من تفعيل دور البيت وكذلك المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام والجهات الأمنية وسنجد أن الظاهرة تقل تدريجياً مع تفعيل الجانب التوعوي وغرس حب المواطنة والحرص على مقتنيات الوطن والشعور بالذنب عند الاعتداء على مقتنيات الآخرين، وبذلك نكون قد حققنا نجاحاً كبيراً في النهوض بهمم الشباب وغرسنا في نفوسهم ما يردعهم عن تلك الممارسات الخاطئة.
كيفية الحفاظ على المرافق العامّة :
 إن ما تنفقه الدولة على تشييد المرافق العامّة من مبالغ طائلة يستدعي من النّاس المحافظة عليها وعدم الإساءة إليها، وإنّ وسائل المحافظة على المرافق العامّة تكون بما يلي :
 -
بالنسبة للمراكز الصّحيّة والمستشفيات التي تقدّم الخدمة الصّحيّة فإنّ المحافظة عليها يكون من خلال حسن استخدام الخدمات فيها من أسرّة ومرافق صحيّة، إلى جانب عدم الاعتداء على أي من الأدوات والمعدّات والأجهزة الطّبيّة التي تستخدم لعلاج المرضى.
 -
بالنّسبة للمدارس والجامعات، فإنّ المحافظة على مرافقها تكون من خلال المحافظة على المكاتب الدّراسيّة والطّاولات إلى جانب المحافظة على جدرانها من خلال الحرص على إبقائها نظيفة بدون الكتابة على جدرانها، واستخدام مرافقها الصّحيّة استخدامًا صحيحًا.
 -بالنّسبة للحدائق العامّة وأماكن التّرفيه فإنّ المحافظة عليها تكون من خلال حسن استخدام مرافقها بدون تكسير أو تشويه أو تخريب حتّى يبقى المكان بمرافقه كما يحبّ أن يراه الإنسان دائمًا نظيفًا صالحًا للاستعمال والانتفاع.
 -عدم الكتابة على جدران الطّرق العامّة، فكثيرًا من النّاس تكون هوايته الكتابة على الجدران بشكل غير لائق يعطي صورة غير حضاريّة للبلد، كما أنّ الجهات المختصّة تتكبّد المبالغ الكبيرة سنويًّا من أجل طمس الكتابات العشوائيّة على الجدران والمباني.
 -عدم تحطيم المرافق التي تضعها الدّولة لخدمة النّاس وتسهيل حياتهم مثل إشارات المرور التي تنظّم حركة السّير، وكذلك اللّوحات الإرشاديّة على الطّرق، وحاويات القمامة التي توضع في الأماكن السّكنيّة وكذلك أعمدة الإنارة التي تضيء للنّاس شوارعهم وطرقاتهم وغير ذلك الكثير الذي يستوجب الحفاظ عليه.
الخاتمة :
أخيرًا على الإنسان أن يتذكّر أنّ من توجيهات الإسلام والشّريعة الغرّاء ضرورة المحافظة على المال العام والمرافق التي ينتفع منها النّاس، فإماطة الأذى عن الطّريق التي اعتبرها النّبي عليه الصّلاة والسّلام صدقة هي واحدة من سلوكيات كثيرة تعبّر عن الوجه الحضاريّ للإسلام والمسلمين.


بحث حول المحافظة على المرافق العامة  بحث حول المحافظة على المرافق العامة Reviewed by Nourddin erron on 10:36:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.