الاعتداء على الملك العام

الممتلكات و المرافق العامة هي ملك للمجتمع و ليست لفرد أو لمجموعة من الأفراد. أُنشئت لتقديم الخدمة العامة لجميع مكونات المجتمع. فهي مرافق تعليمية أو صحية أو رياضية أو ترفيهية وغيرها. تعود ملكيتها للدولة الساهرة على خدمة المواطن، و بالتالي هي جزء من مفهوم الصالح العام الذي هو بالأساس قيمة اجتماعية ينشأ عليها الفرد من خلال مؤسسات و وسائل التنشئة الاجتماعية و السياسية مثل: الأسرة و المدرسة و الأصدقاء و المؤسسات الإعلامية و المؤسسات الدينية و الأحزاب و المنظمات و هيئات المجتمع المدني.
من مظاهر التخريب:
من بين أنواع التخريب للمتلكات العمومية :
-         تخريب صورة معلقة في الشارع (صورة فنان, صورة مرشح في الانتخابات، صورة إعلان أو إشهار لشركة ما ..)
-         تخريب الحائط مثل إحداث ثقوب عليه أو كتابة كلام فاحش أو سب أو شتم أو الرسم عليه...
-         تخريب المرافق الصحية بإزالة الصنابير أو تحطيم الأبواب أو كتابة كلام سيئ على المقاعد أو على حائط المدرسة..تخريب أرضية الشارع من أجل عرقلة السير أو إحداث الشغب مثلها مثل ما حدث في جامعة محمد الأول بوجدة سابقا..تخريب قمامات الأزبال, أو سرقتها و بيعها لمحا البلاستيك..تخريب الهاتف العمومي مثل قطع سلك الاتصال, أو تحطيم الزجاج المحيط بالهاتف العمومي..تخريب الإشارات الضوئية, عدم احترام المساحات الخضراء و التي تزين العديد من المساحات التي تمت تهيئتها أخيرا, حيث يلاحظ أن الراجلين  يمشون على العشب بدلا من السير بالممرات الخاصة, قلع الزهور  التي تزين الحدائق(فسيلة واحدة تبلغ 1000 درهم)..
-         التبول على الحائط  و في الطرقات و الأماكن العامة
-         تخريب الممتلكات الخاصة: مثل خدش سيارة شخص ما بسكين أو بأداة أخرى, كتابة على منزل خاص لشخص ما و ذلك بالكتابة على الجدران و قذفه بالكلام الفاحش..
بعض الأسباب:
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله: " إنما الأمم الأخلاق ما بقيت**   إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"
 إذا فقدن الأخلاق التي هي فطرة من الله ولدنا عليها و هي ايضا مكتسبة عن طريق التربية في جميع مجالاتها (الأسرة, الشارع, الإعلام..) فقدنا وطننا و خربناه , و سنذكر هنا بعض الأسباب المؤدية إلى العمل بهذه السلوكات التي تسبب الاعتداء على الملك العام و الخاص:
·         تعاطي المخدرات و المسكرات التي تذهب العقل و تقود إلى سلوكيات سلبية مثل تخريب الملك العام و الاعتداء عليه.
·         حقد اجتماعي طبقي، نتيجة للفقر و البطالة و ضعف المستوى المعيشي و الشعور بعدم عدالة توزيع الخدمات.
·         حالة نفسية و ترسبات تقود إلى فعل سلوك لا شعوري تجاه المرافق العامة.
·         سوء التربية داخل الأسرة (إغفال الآباء و الأمهات عن مراقبة  سلوكيات أبنائهم , و تعليمهم السلوك الحميد) و في الإعلام (إن للتقليد دورا في ذلك من خلال مشاهدتهم للأفلام الكرتون و الأفلام السينمائية, و بعض المسلسلات الكوميدية, و خاصة إذا كانت هذه الأفلام تتضمن على شخصية محببة إليهم, فإنهم يقومون بالتقليد مباشرة دون وعي بأن هذه السلوكيات تضر بالمجتمع..) .
·         الرفقة الفاسدة: يقول المثل " من عاشر قوما أربعين يوما أصبح منهم"
·         الانقطاع المبكر عن الدراسة والشعور بالفراغ
إن الاعتداء على الممتلكات العامة هو خيانة للأمانة وضرب لقيم المواطنة. فلا بد أن يلقى أصحابها جزاءهم الكامل ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بالوطن ماديا أو معنويا. و قد تنعكس هذه التصرفات الشنعاء , سلبيا على ساكنة المدينة, إذ أن هذه الممتلكات العامة إذا خرب أحدها فإنها ستحرم على جميع الناس, حيث أن فردا واحدا  إذا تجرأ على إفساد شيء يندرج ضمن الأملاك العمومية فقد حرم الجميع من الاستفادة منه.
و الله عز وجل نهى عن إفساد شيء في الأرض لقوله تعالى "إن الله لا يحب المفسدين" و قال سبحانه "جعل للمفسدين عقابا شديدا" و قوله عز وجل "أحسن كما أحسن الله إليك و لا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحبُّ المفسدين"
يُحكى عن حادثة وقعت لأحد المغاربة في بعض شوارع بدولة من دول شرق آسيا. كان يدخن بالشارع و بعد الانتهاء، ألقى بعقاب سيجارته على الأرض. و ما كانت إلا لحظة حضرت الشرطة وأمسكت به و قادته إلى مخفر الشرطة حيث أجبر على أداء غرامة 100 دولار. فمتى نبلغ هذا المستوى من النظافة العقلية و الجسدية خصوصا و نحن أمة الإسلام أمة النظافة؟
تُعتبر المرافق العمومية و المنتزهات كنز ثمين و الحفاظ عليه واجب وطني, لذلك يحتم علينا جميعا يدا بيد و أن لا نترك المسؤولية على عاتق الدوائر ذات العلاقة كالبلديات..
الاعتداء على الملك العام الاعتداء على الملك العام Reviewed by Nourddin erron on 5:55:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.