بحث حول غابة معمورة


غابة معمورة في المغرب 
مقدمة :
تشغل الغابات مساحات أساسية من المجال القروي، تصل نسبتها في بعض البلدان إلى أكثر من 10%. كما هو الحال في المغرب. وتمثل البيئة الغابوية تراثاً طبيعياً ثميناً للحياة البشرية، يكتنز في ذاكرته تفاصيل التطور الإحيائي الطويل للمجال المغربي، مما يتطلب العناية به والحفاظ عليه.
 كما توفر موارد عيش أساسية أو تكميلية لنسب مهمة من سكان البوادي، بل تقدم مداخيل مهمة للدولة وكذا الجماعات المحلية

الإشكالية :
تتعرض المنظومة البيئية لغابة المعمورة اليوم لضغوط بشرية متنوعة، أدت إلى تراجع المجال الغابوي، من حيث المساحة والكثافة، الشيء الذي  أضحى يهدد استمرار وجوده، كما يطرح مشكل تراجع التنوع الإحيائي به، وما سيترتب عنه من أخطار تنشيط أساليب ومظاهر التصحر.
تعريف بغابة المعمورة  :
غابة المعمورة بالمغرب هي أكبر الغابات الفلينية في العالم بمساحة 130،000 هكتار، وتقع على ساحل المحيط الأطلسي وبالضبط بين مدينتي الرباط و قنيطرة، وتتكون أساسا من أربع فصائل كبرى من الأشجار وهي بلوط الفلين والأوكالبتوس والصنوبريات والأكاسيا كما تنمو بداخل هذه الغابة عدة أنواع من النباتات وتشكل كذالك وسط عيش عدد كبير من الحيوانات
أهمية غابة  المعمورة :

تقع غابة المعمورة بجهة الغرب شراردة بني حسين وتمتد على مساحة تتجاوز 000،130 هكتار من الشاطئ الأطلسي غربا إلى مدينة تيفلت شرقا ومن وادي أبو رقراق جنوبا إلى سهول الغرب شمالا، وتمثل وسط عيش ملائم للعديد من الحيونات والنباتات، بالإضافة إلى قيمتها الطبيعية التي تتجلى في كونها خزان للهواء النظيف وتحافظ على التربة من الإنجراف وتمنع التصحر كما تحمي التنوع البيولوجي من الإنقراض. وتعد غابة معمورة أيضا تراثا وطنيا هاما وفضاء للترفيه ومتنفسا طبيعيا لساكنة المنطقة، بالإضافة إلى ذلك فهي توفر الأخشاب والفحم ومادة الدباغة للصناع التقليديين، وثمار البلوط، وإنتاج الفلين، وحطب التدفئة، والعسل والأعشاب الطبية، والفطريات. كما أنها تستغل كمجال شاسع للرعي، وتوفر العديد من فرص الشغل مساهمة بذلك في تنمية المناطق المجاورة لها من الناحية السوسيواقتصادية بشكل كبير.
على الرغم من موقع المغرب الإستراتيجي ومناخه المتميز وتضاريسه التي توفر المهاد لغطاء نباتي غني ومتنوع يصل إلى حوالي سبعة آلاف صنف ونبتة مستوطنة، فإنه يفقد حوالي 31 ألف هكتار من غاباته كل سنة، مما يجعله مهددا بالتصحر في المستقبل المتوسط حسب عدد من الدراسات والخبراء.
وضع استنفر المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لوضع مخطط عاجل لمواجهة التصحر والمحافظة على تلك الثروة.
فقد كان إستعمال غابة المعمورة رعوي بالأساس، يمارس من طرف ساكنة محلية من أصل امازيغي وعربي (زمور، السهول، عامر واحصين)، عرفت خلال العقد الأخير من القرن الماضي تطورا ديموغرافيا مهما.
لكن حاليا وأمام تزايد الاستغلال الجائر للسكان القرويين ارتباطا بتطور قطيع الماشية، والحيز الزراعي خصوصا المسقي ، وضغط طلب المناطق الحضرية المجاورة على الموارد الطبيعية لغابة المعمورة ، أصبحت تشكل وسطا بيئا مندمجا بصفة مباشرة ضمن منطقة نفوذ المدن الساحلية الرئيسية للرباط وسلا والقنيطرة ، وكذا المدن الداخلية الصغيرة مثل تيفلت والخميسات.سيدي يحي الغرب.
لقد أضحى مجال هذه الغابة يشكل احتياطا عقاريا أساسيا، لبناء مدن تابعة وبنية تحتية محلية وأخرى وطنية (طرق سيارة وغيرها)، إضافة إلى استعمال فضاء الغابة لأنشطة ترفيهية عشوائية لسكان المدن، استعمال أصبحت له عواقب سلبية أكثر على الوضع الحالي والمستقبلي لهذا الموئل الغابوي الفريد بالمغرب؛ الشيئ الذي أصبح يشكل عقبة أمام برامج  صيانتها وحماية مكوناتها البيئية.

من هنا يأتي تساؤلنا عن حول وضعية الغابة بين؛
  - الفقر الاجتماعي الذي فرض على السكان تكثيف استغلال الغابة وتغيير طرقه وإلغاء أعرافه لدرجة تصل أحياناً إلى حد الاستنزاف؛
- ضغط مشاريع التنمية المحلية والوطنية، التي ستؤدي إلى التوسع العمراني لمجمع الحضري للرباط-سلا وبناء الطريق السيار...إلخ؛
- لذلك أضحى بالضرورة، إلى جانب تلبية متطلبات التنمية البشرية، العمل على تأهيل المجال الغابوي من أجل المحافظة على البيئة الطبيعية والموارد الغابوية الفريدة بالمنطقة.

مظاهر تدهور المجال الغابوي للمعمورة :
-         تراجع مساحة غابة البلوط الفليني بالمعمورة
-          تناقص التنوع الإحيائي عبر فقدان اصناف نباتية أصيلة وتقلص الكثافة الشجرية بداخل وفي هوامش الغابة
-         تقلص المجال الرعي-غابوي sylvo-pastoral بفعل انتشار الزراعات العصرية
-         نسبة الفقر لدى الساكنة المحلية في مجال غابة المعمورة الجنوبية
أسباب متعددة تدهور المجال الغابوي للمعمورة
وحسب دراسات المندوبية السامية للمياه والغابات، فإن أسباب هذا الوضع متعددة، ويقف على رأسها أن الغابة بالمغرب هي المصدر الرئيسي للطاقة لدى سكان القرى، إذ إنها توفر حطب التدفئة والطبخ بنسبة 30%، ويستهلك المغاربة سنويا حوالي 10 ملايين متر مكعب من الحطب.
وتذهب 83% من أخشاب الغابات إلى البيوت بالقرى، في حين أن 3% يستهلكه سكان الحواضر و8% يستخدم في الأفران والحمامات. ولا يمكن للغابات التي تنتج 3 ملايين متر مكعب من الحطب والخشب، أن تلبي المزيد من الطلب.
كما أن الرعي من أهم أسباب تدهور الغابة بالمغرب، إذ إن 40% من مساحة المغرب مخصص للرعي، وتوفر 1.5 مليار وحدة علفية أي 17% من الرصيد العلفي الوطني.
وتدمر الحرائق مساحات متزايدة من الغابة، إذ انتقلت المساحات المحروقة من 1883 هكتارا بين عامي 1960 و1969 إلى 2700 هكتار بين عامي 1990 و2007.
ويغتصب الزحف العمراني المزيد من الغابات بنسب كبيرة، ففي شفشاون على سبيل المثال وصلت نسبة الزحف 88%، تليها أزيلال بنسبة 85% والصويرة 83% والحسيمة 72% ثم القنيطرة 54% فخنيفرة 53%.

مخطط للإنقاذ
وأمام هذه الأوضاع الخطيرة، أعلنت المندوبية السامية عن مخطط استعجالي لمواجهة هذه الآفات التي تهدد الغابات والنباتات بلغت كلفته الإجمالية 280 مليون درهم (40 مليون دولار) لتقوية البنية التحتية الغابوية وتجديد 20 ألف هكتار من أشجار الفلين.
وانطلق المشروع منذ العام 2005 في غابة معمورة بإعادة غرس 1200 هكتار ليصل إلى 2000 هكتار عام 2008 وحوالي 2900 هكتار عام 2014
مدونة مكادة 40 -- Makada40
بحث حول غابة معمورة بحث حول غابة معمورة Reviewed by Nourddin erron on 9:08:00 ص Rating: 5
يتم التشغيل بواسطة Blogger.